ترجمة الراوي ورش (عثمان بن سعيد) منبر المهاجر الاسلامى
منبر المهاجر الاسلامى منبر المهاجر الاسلامى
recent

آخر المنشورات

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

ترجمة الراوي ورش (عثمان بن سعيد)




ترجمة الراوي ورش (عثمان بن سعيد)[1]
110 -197هـ


أولاً: اسمه ونسبته وكنيته ولقبه ومولده:

عثمان بن سعيد بن عبدالله بن عمرو، وقيل: عثمان بن سعيد بن عدي بن غزوان، أبو سعيد، أو أبو عمرو، أو أبو القاسم، القرشي مولاهم، القبطي المصري، مولى آل الزبير، أصله من القيروان، ولد في مصر سنة (110 هـ)، لقبه شيخه نافع بـ " ورش[2] "، وذلك لشدة بياضه، وكان يقول: نافع أستاذي سمَّاني به، ولا يكره أن يسميه أحد به.



ثانياً: صفاته:

كان ورش أبيضَ أشقر أزرق[3]، رَبْعَةً سمينًا، قصير الثياب، حسن الصوت في القرآن، وكان في أوَّل أمره يعمل رواسًا، فلذلك يُقَال له: الرَّوَّاس.



ثالثاً: مكانته وعلمه:

أحد رواة القُرَّاء السبعة، وشيخ القُرَّاء المُحَقِّقِين، وإمام أهل الأداء المرتِّلِين، انتهت إليه رئاسة الإقراء بالدِّيار المصرية في زمانه، وكان ثقة حجة في القرآن، ماهرًا بالعربية، جوَّد ختمات على نافع، ويقال: إنه تلا على نافع أربع ختمات في شهر واحد[4].



قال يونس بن عبد الأعلى[5]: كان جيد القراءة، حسن الصوت، إذا قرأ يهمز، ويمدُّ، ويشدِّدُ، ويبيِّن الإعراب، لا يملُّه سامعُهُ[6].



رابعاً: شيوخه في القراءة:

رحل ورش من مصر إلى المدينة ليأخذ القراءة عن شيخه نافع، فعرض عليه القرآن، وقرأ عليه ختمات عدة في حدود سنة (155هـ)، وله اختيار خالف فيه شيخه نافعاً.



قال محمد بن سلمة العثماني[7]: حدثني أبي عن ورش أنَّه قال: خرجت من مصر لأقرأ على نافع، فلمَّا وصلتُ إلى المدينة صرت إلى مسجد نافع، فإذا هو لا تُطَاق القراءةُ عليه من كثرتهم، وإنَّما يُقْرِئ ثلاثين، فجلست خلف الحلقة، وقلتُ لإنسان من أكبر النَّاس عند نافع، فقال لي: كبير الجعفريين، فقلت: فكيف به؟ قال: أنا أجيء معك إلى منزله، وجئنا إلى منزله، فخرج شيخ، فقلتُ: أنا من مصر، جئتُ لأقرأ على نافع، فلم أصل إليه، وأُخْبِرتُ أنَّك من أصدق النَّاس له، وأنا أريد أن تكون الوسيلةَ إليه، فقال: نعم وكرامة، وأخذ طيلسانه ومضى معنا إلى نافع، وكان لنافع كنيتان أبو رويم وأبو عبدالله، فبأيِّهما نُودِيَ أجاب، فقال له الجعفريُّ: هذا وسيلتي إليك، جاء من مصر، ليس معه تجارة ولا جاء لحجٍّ، إنَّمَا جاء للقراءة خاصَّة، فقال: ترى ما ألقَى من أبناء المهاجرين والأنصار، فقال صديقه: تحتال له، فقال لي نافع: أيمكنك أن تبيت في المسجد؟ قلت: نعم، فبتُّ في المسجد، فلمَّا أن كان الفجر جاء نافع، فقال: ما فعل الغريب؟ فقلتُ: ها أنا رحمك الله، قال: أنتَ أولى بالقراءة، قال: وكنتُ مع ذلك حسنَ الصوت مَدَّاداً به، فاستفتحتُ فملأ صوتي مسجدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأتُ ثلاثين آية، فأشار بيده أنِ اسكت، فسكتُّ، فقام إليه شاب من الحلقة فقال: يا معلم - أعزَّك الله - نحن معك، وهذا رجل غريب وإنما رحل للقراءة عليك، وقد جعلتُ له عشراً واقتصرُ على عشرين، فقال: نعم وكرامة، فقرأتُ عشرًا، فقام فتى آخر: فقال كقول صاحبه، فقرأتُ عشرًا وقعدتُّ، حتى لم يبق له أحد ممن له قراءة، فقال لي: اقرأ، فأقرأني خمسين آية، فما زلتُ أقرأ عليه خمسين في خمسين حتى قرأتُ عليه ختمات، قبل أن أخرج من المدينة[8].



وروى يونسُ بن عبد الأعلى عن شيخه ورش أنه قال: كانوا يهبون لي أسباقهم، حتى كنتُ أقرأ عليه كلَّ يوم سبعاً، وختمت في سبعة أيام، فلم أزل كذلك حتى ختمت عليه أربع ختمات في شهر وخرجت[9].



قلت: وهذه الرواية تدلُّ على أن ورشاً مكث عند نافع مدة شهر، أخذ فيه القراءة عنه.



خامساً: رواة القراءة عنه:

قرأ ورش القرآن على عدد كبير، منهم: أحمد بن صالح الحافظ، وداود بن أبي طيبة، ويوسف الأزرق أبو يعقوب، وعبد الصمد بن عبدالرحمن بن القاسم، ويونس بن عبد الأعلى، وعامر بن سعيد أبو الأشعث الجرشي، ومحمد بن عبد الله بن يزيد المكي، ويونس بن عبد الأعلى، وآخرون.



سادساً: منزلته في الرواية والحديث:

قال الذهبي: وأما الحديث، فما رأينا له شيئًا[10].



سابعاً: وفاته:

توفي ورش بمصر سنة (197هـ)، عن سبع وثمانين سنة، ودفن مقبرة القرافة الصغرى، رحمه الله تعالى.

----------------------------------------------------
المراجع


[1] الجرح والتعديل 6/ 153؛ معرفة القراء الكبار 1/ 152- 155؛ سير أعلام النبلاء 9/ 295-296؛ غاية النهاية 1/ 502 -503؛ الأعلام للزركلي 4/ 205.

[2] قيل: إن نافعاً لقبه بالورشان؛ لأنه كان على قصره يلبس ثياباً قصاراً، وكان إذا مشى بدت رجلاه مع اختلاف ألوانه، فكان نافع يقول: هات يا ورشان، واقرأ يا ورشان، وأين الورشان؟ ثم خفف فقيل: ورش، والورشان: طائر معروف، وقيل إن الورش: شيء يصنع من اللبن، لُقِب به لبياضه، ولزمه ذلك حتى صار لا يعرف إلا به.. انظر: سير أعلام النبلاء 9/ 295؛ وغاية النهاية 1/ 502.

[3] أي: لون العينين.

[4] انظر: سير أعلام النبلاء 9/ 296؛ النشر في القراءات العشر 1/ 113.

[5] يونس بن عبد الأعلى بن موسى بن ميسرة، أبو موسى الصدفي المصري (170- 264 هـ): مقرئ، فقيه، محدث، ثقة، شيخ من شيوخ الإسلام، من العقلاء النبلاء، انتهت إليه رياسة العلم بمصر، صحب الشافعي وأخذ عنه، قال الشافعي: ما رأيت بمصر أحدًا أعقل من يونس. معرفة القراء 1/ 189؛ الكاشف 2/ 403؛ الأعلام للزركلي8/ 261.

[6] سير أعلام النبلاء 9/ 296.

[7] محمد بن سلمة العثماني: مقرئ، قرأ على يونس بن عبد الأعلى، وقرأ عليه غزوان بن القاسم، ويحيى مطير. غاية النهاية 2/ 147.

[8] معرفة القراء الكبار 1/ 154 - 155.

[9] غاية النهاية 1/ 503.

[10] سير أعلام النبلاء 9/ 296.




التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

منبر المهاجر الاسلامى

░▒▓█►─═ فكرة وانشاء احمد عبد الجليل ═─◄█▓▒░